الأحد، 23 أكتوبر 2016

المكان، الأصول، العادات والتقاليد

المعلق: يتحدث معظم أهل ظفار اللغة الشحرية نسبة إلى قبائل الشحرى سكان البلاد الأصليين وهي تعود إلى بلاد الشحر التي كانت تسكن في هذه المنطقة، ويقع إقليم ظفار في المنطقة الجنوبية من عمان والزاوية الشرقية من جزيرة العرب، وتبلغ مساحة ظفار الحالية بحسب التقسيمات الجغرافية 125 ألف كيلومتر مربع، بطول ستمئة كيلومتر وعرض أربعمئة كيلومتر، ويرى أهل ظفار أن المساحة الحالية أقل كثيرا من مساحة بلاد الشحر القديمة التي كانت تمتد من رأس الحد إلى جزء من حضرموت.
علي أحمد الشحري/ كاتب وباحث: هذه المنطقة مهمة جدا باعتبارها منطقة تاريخية قديمة باعتبارها منطقة أو أرض المبان حيث الأمة العربية الأولى وقوم عاد كما ذكر القرآن وكما نؤمن نحن كعرب وطبعا كل الحضارات القديمة نرى بالإسلام كلها تعاملت مع هذه المنطقة.
سعد بن عتيق الشحري/ من أهالي ظفار: اسمي سعد بن عتيق بن عمر بن سعد بن أشهرون الشحري لا أتحدث إلا اللغة الشحرية، هذا الكهف اسمه انصعتون في منطقة شيليون، بعد صلاة الفجر أحضر الشاي والحليب أجهز النار للحليب وبعد ذلك أحلب وأحضر الحليب وأضعه هنا لكل من أراد أن يشرب منه ثم أخرج الأنعام لأرعاها في أعالي الجبال ولا أعود إلا في المساء فأحلب مرة أخرى ثم أصلي صلاة العشاء وأنام.
المعلق: تنوع الطبيعة في ظفار انعكس على البشر وراحت كل مجموعة تطلق على نفسها اسما ليس فقطا تبعا للأصل القبائلي ولكن بناء على تقسيمات الطبيعة فهم أحيانيا جبّاليين ورمة أهل الريف وفي الأغلب شحر والتي تعني ساحل حضرموت القديمة.
علي أحمد الشحري: نحن لما نقول ريش أو بمفهوم أهل صلالة الجبل لا نقصد أن قمة جبل أو قمم جبال، أبدا، نحن عندنا الريف عبارة عن منبسط أو سهول منبسطة فيها قرى مختلفة يعني مئات القرى الموجودة في هذا الريف، إذاً هذا ريف وليست جبال، الجبال هي قمم جبال تسكنها بعض الناس أو مجاميع صغيرة من الناس.
مسلم بن سعد الشحري/ مدرس لغة عربية: في المنطقة الشرقية استخدم جبل الأفضل بحكم الجبال وهكذا، أما في المنطقة الغربية اللي هي الصلالة والطاغة ومرباط هناك أقرب إلى الريف بحكم أن المناطق منبسطة وهي يعني أريح وأطول من هذه المنطقة بحكم هذه المنطقة وعرة جدا وتضاريسها يعني ليست بتلك السهولة اللي في صلالة وطاغة.
محمد بن بخيبت الجحفلي/ من أهالي ظفار: اسمي محمد بن بخيت ابن سعيد زنجي بن محمد بن أحمد بن علي الجحفلي بن محمد بن عثمان الشيخ، كانت قبيلة بيت أحمد الشيخ تسكن في حوضة ابن عثمان ثم رحلنا إلى هنا في أجدرود وقيربون ثم إلى عرفة حتى وادي شعت هذه هي مساكننا.
سالم بن سعيد الجحفلي/ من أهال ظفار: اسمي سالم بن سعيد بن سالم بن علي بن مطيع بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عثمان الجفحلي من سكان أبناء منطقة الحوطة، والحوطة هو اسم جديد لهذه المنطقة وهو نسبة إلى شيخها محمد بن عثمان الجحفلي، باللهجة الشحرية تسمى حطط، حطط بمعنى هو المكان الذي إذا دخل فيه الشخص فقد أمن على نفسه وماله وعرضه، وكل من تعدى عليه فيصيبه شر، بمعنى حطط، وفي اللغة العربية نقول له الحوطة لأن في اللهجة الشحرية اعتادوا على حذف ألف ولام التعريف.
محمد بن بخيبت الجحفلي: من العادات والتقاليد في ظفار حماية المستجير ولكن بعض القبائل تحمي المستجير عاما واحدا فقط، أما نحن في بيت أحمد الشيخ فنحميه ثماني أو تسع سنوات أو إلى أن يرحل برغبته هو. كان أسلوب التعامل في مجتمعنا جيدا جدا وكنا متكافئين فيما بيننا متعاونين في كل شيء، فكنا نمنح بعضنا الإبل والأبقار والأغنام وأنا كنت أفعل ذلك كما أننا نعطي البعض الآخر الجمال والنوق ليحملوا عليها.
علي محمد بخيت الجحفلي/ من أهالي ظفار: أنا بحكم عملي فمتواجد في صلالة علشان أكون قريبا من الدوام، أما بالنسبة للوالد والوالدة والإخوان والعائلة بشكل عام يسكنون في الجبل أبقى هنا مدة أربعة أيام خلال فترة الدوام وبعدها أحصل على إجازة ثلاثة أيام متواصلة أقضيها فوق عند الأهل.
مسلم بن سعد الشحري: كان هناك البدو أو سكان الجبل ينتقلون من مكان إلى مكان وراء المرعى والكلأ أما الآن فأصبحوا يلتزمون مكانا معينا بحكم ارتباطهم بالمدرسة.
سعيد الشحري/ من أهالي ظفار: كملت دراستي الجبل حتى صف ثالث إعدادي وبعدين اضطررت أنزل إلى المدينة بحكم إنه ما كانت سابقا عندنا ثانوية عامة، من هواياتي هواية التصوير لهدف معين هو أن أوثق عادات وتقاليد والفنون الشعبية، هذه الصورة أخذتها في مدينة مرباط وهي عبارة عن ثلاثة أسخاص من الريف الساكنين في تلك الفترة يعني في هذه الفترة ساكنين المدينة، فهم ينزحون من الريف شبه يوميا إلى المدينة لكي يصطادوا السمك.
مشارك: الرحلات قديما كانت طبعا خاصة أصحاب الجبل كانوا يعتمدون على اللحم اعتمادا مطلقا، كان هناك في وسائل مواصلات تسهل وصول السمك إلى الجبل إلى المناطق الجبلية أما الآن بحكم أن المواصلات صارت سهلة جدا فكثير من الناس يفضلون السمك عن اللحم، وخاصة في الرحلات الشبابية يشترون السمك أو يصطادونه ومن ثم يطبخونه بطريقتين اللي إحدهما هي الغلي بالماء والطريقة الأخرى اللي المضبي، المضبي معناه أن تجيب الحطب وتشعل النار وتحط عليهم الحصى، لما تلك الحصى تتحول كأنها فحمة تشيل الحطب منها والفحمات وتنضج السمك على الحصى، أيضا اللحم بنفس تقريبا الطريقة، طريقة واحدة الغلي بالماء، وطريقة أخرى اللي هي المضبي والمضبي هو طبعا ألذ ويفضله الكثير هنا في الجبل خاصة سكان الجبل يفضلون المضبي على المغلي.
سعد بن عتيق الشحري: عندما يكبر الفتى يطول شعر رأسه فيربطه بالمحفي وهو عبارة عن حبل صغير من الجلد وقد اعتاد الرجال تسريح شعرهم إلى الخلف وربطه.
علي محمد بخيب الجحفلي: يعني عادات وتقاليد الناس والرجال كل رجل لازم يكون له شعر طويل ولكن المتغيرات والأشياء الدخلية علينا قد إنه تكون قد غيرت في هذا شيء لأنه في مناطق أو في بلدان أخرى صاحب الشعر قد لا يحمل صفة الرجولة في الوقت اللي إحنا كان عندنا يحمل صفة الرجولة.
سعد بن عتيق الشحري: كان شعري طويلا قبل أن أتزوج ثم تزوجت وكونت أسرتي، كانت هذه إحدى عاداتنا إلى أن تولى السلطان قابوس الحكم وبعد ذلك حلق الناس شعرهم ولبسوا الدشداشة والملابس الأخرى ثم التحقت بالجيش في قوات الفرق الوطنية.
محمد بن بخيبت الجحفلي: بعض الرجال كانوا يربطون شعرهم بربطتين أو بثلاث ربطات وكان الجميع يلبسون الصبيغة إلى أن صرنا نلبس هذه الملابس التي تشهدونها.
سعد الشحري: إيه وهذا الشخص طبعا يلبس الزي القديم اللي كان يلبسه في قديم الزمان اللي هو عبارة عن الصبيغة ونوع من القماش أو الثوب اللي يستخدمونه في ذلك الزمن.
علي أحمد الشحري: إحنا عندنا في الريف الصبيغة اللي نسميها مثل خرقات باللغة الشحرية خرقات، خرقات هذا عبارة عن قماش نيلي طويل يلف فيه الرجل جزأه الأسفل والجزء الثاني يحطه أو يطرحه على كتفه ويتلحف فيه في وقت البرد، طبعا كان يرافع هذا اللباس قميص، القميص هذا يلبسه يعني من نيل، يعني نيلي أسود، وطبعا الهدف من النيل باعتقادهم سواء كان للمرأة أو للرجل أنه أولا النيل يقيك من الأوساخ الخارجية وفي نفس الوقت يدفيك وفي نفس الوقت يقال إنه يحسن البشرة، يعني بعدما تتغسل تكون بشرتك نظيفة يعني كأنه أحد المساحيق اللي تستعمل لتحسين البشرة.
سعد بن عتيق الشحري: اللباس عبارة عن درج إزار طوله أربعة أذرع ولدي إزار آخر أرتديه على جسمي هذا هو لباسنا في الماضي.
محمد بن بخيت الجحفلي: لم يكن هناك أحد يلبس الدشداشة إلا القليل من أهل المدن وجميع الناس كانوا يلبسون هذه السبيعية والوزارة كهذه التي ألبسها أو الصبيغة، أما النساء فكن يلبسن الصبيغة أو الثوب المعلوم الأبيض.
سالم بن سعيد الجحفلي: الحمد لله كثرت الملابس الآن فنلاحظ أن الظفاريين غيروا من زي إلى زي الملابس، فكانوا من زمان يلبسون الصبغة السوداء والمحفيف أما الآن في وقتنا الحاضر فلا داعي لهذه الملابس الحمد لله الخير عم البلاد كلها والملابس كثرت وأصبحوا يلبسون الدشاديش والمسر فأصبح الغني والفقير الحمد لله كلهم عندهم ملابس.
علي أحمد الشحري: السلاح سلاح الرجل هذا الترس نسميه بالشحرية جوب وهذا السيف نسميه بالشحرية إيش سوب، وهذا الرمح نسميه بالشحرية أكيث، فهذا طبعا مصنوع من أشجار يعني من غصون أشجار حوله وجلد ومن لصق وطبعا من الداخل وطبعا هذا للحمل، ومن الداخل طبعا يكون خشبة قوية للمسك، في نفس الوقت يستعمل للجلسة، يعني يمكن تجلس عليه.
سعد بن عتيق الشحري: استخدمت كثيرا من الأسلحة والبنادق كالسمع والهطف والمتاجين وعندما التحقت بالجيش تسلمت بندقية أخرى، ولدي الآن أسلحتي الخاصة كاسترو وسكوتون وبريثم.
محمد بن بخيت الجحفلي: هذا هو سلاحي ولكنني أتسلح كذلك بالبنادق من الميزر والهطف أو بوفتيلة وبعد ذلك الكنت وهي أسلحة آلية جاءت من الدول التقدمة، أما أول سلاح استخدم في ظفار فهو السيف والرمح الحاد الطرفين الذي يبلغ طوله طول السيف.
سالم بن سعيد الجحفلي: ومن المعاب زمان على الرجل أن يقول لك أن يذهب بدون سلاح، أضعف الإيمان أن يأخذ معه سكينا لأننا ناس رعاة ومناطق جبلية يمكن أن يحصل ناقة سقطت أو يحصل أي شيء يذبحه فيجب أن يكون لكل رجل سكين، حتى بوقتنا الحاضر تلاحظ الناس، أما بخصوص السلاح البارودة فأغلبية الغير آلي موجود مع أغلب الناس بظفار وبعمان وبشكل عام لأن البدو اعتادوا أن يأخذوا السيف ويفتخروا بالسلاح وكذا. وتشتهر هذه المنطقة منذ القدم بأنها منطقة تكثر فيها القبور وقلب الشيبانية وأجدادنا قبورهم كلهم موجودة في هذه المنطقة فهم كل من مات بأعالي الجبال هذه يأخذ وصيته بأنه يتم قبره في منطقة خيست بن عثمان الجحفلي لأنهم يعتقدون بأن هذه المنطقة فيها بركة الشيخ وإنها باللهجة الشحرية يقول إيدنت، إيدنت يعني المنطقة المدنية أو يتم فيها قبور الناس.
علي أحمد الشحري: هذه عبارة عن القبور القديمة أو قبور الأنبياء، هذا قبر النبي أيوب هذه صورته، هذا قبر النبي عمران، طبعا هذا إذا كان ما بي اسمه عمران، طبعا في قرات العرب ما في نبي اسمه عمران، هذه هو شكله من الخارج وهذا شكله من الداخل، حوالي 33 مترا وهو أطول قبر في العالم، وهذا هو شكله، هذا أحد القبور اللي يسموه قبر نبي هذا هو على قمة هذا الجبل، هنا قبر عابر بن هود، هذا شكله وهذه داخليته، وهذا قبر هود بن عامر، هذه قبور ما قبل الإسلام طبعا قبور طويلة وأشكال مختلفة، هذه قبور هرمية، هذه القبور الدائرية، هذه قبور مكومة تكويما وهذه على شكل صفائح أو رفوف يعني غير معروفة إحنا نسميها حادثة. طبعا إحنا عندنا بعض القبور لما تمر على هذا الكان لازم ترمي حدارة هناك أو تمزق جزء من ثوبك وتعلقها هناك.

سالم بن سعيد الجحفلي: طبعا هذا المسجد نقوم فيه بتحفيظ القرآن الكريم، فقد قامت قبيلة بني أحمد الشيخ وهو قام ببناء هذا المشهد عالم الدين محمد بن عثمان الجحفلي وابنه الشيخ أحمد، حتى يعتقد الناس قديما ببركة هذا الإمام ولهم لاحظ أنه قديم جدا يقولون استعنا بالله، باللهجة الشحرية يقولون (كلمات أجنبية) أي بالعربية يقولون استعنا بالله وربنا العالي والشيخ أحمد باني المسجد أو قائم على المسجد. وبخصوص الضريح الموجود هنا، هذا ضريح لجدي عالم الدين محمد بن عثمان الجحفلي والقبر الثاني الذي نراه ليس عليه مثل القبر الثاني وهو قبر لعمرو شيخ محمد بن عثمان وهو كما قال اسمه سالم بين آيتوه الشحري والمعروف عندنا في المطغى قبر بن جهيب الشحري، بن جهيب الشحري وهي اسم قبيلته، قبيلة صاحب الضريح.


المرجع
http://www.aljazeera.net/programs/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق